القانونية الدكتورة مشاعل الهاجري وموضوع هدم مجمع الصوابر
في يوم الثلاثاء ٥ فبراير ٢٠١٩
هذا المتحدث الحزين هو د. حسن أشكناني، المتخصص بالتاريخ. لا يعلم الكثيرون أن الصوابر يعتبر من فئة التراث العمراني الحديث، و هي فئة عمرانية تتحدث عنها الكثير من أدبيات اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للثقافة و الفنون و الآداب). انا أعزو ما نشهده من هدم مسعور لكل ما يمس بتراث الكويت بصلة لا للخطط العمرانية المستنيرة، و إنما الى الرغبة المحمومة بالاستفادة من الارتفاع الفلكي لأسعار العقار أولا، ثم إلى سلبية المجتمع المدني ثانيا. اعرف ان هناك شبابا من طلبة كلية العمارة اعدادهم لا تزيد على اصابع اليد تحركوا و رفعوا قضية بهذا الشأن من اجل وقف اعمال الهدم. عافاهم. يذكرني الأمر بمسألة مماثلة تعلقت بالمحافظة على مرفق عام تصدينا لها - كأفراد لا مصلحة شخصية لنا مطلقا به - فعملنا عليها جاهدين، ثم نصبنا لها احد طلبتي السابقين الذي أصبح محاميا ناجحا، ففزنا بالقضية. و لكن لا يمكن مطلقا لنفس المجموعة من الافراد عمل كل شيء، فلا الموارد و لا الوقت و لا الطاقة يمكن أن تسمح بكل هذا الاستنزاف. لذلك، على كل منا ان يتحمل مسئولياته المجتمعية فينتقى له قضية عامة ما و يتصدى لها، بقوة و إخلاص و جدية؛ هذه زكاة مجتمعية ينبغي أن تدفع من كل واحد منا، أنا اعتبره شيء أقرب ما يكون إلى فرض العين، الذي لا تسمح المرحلة أبدا بالتعامل معه كفرض كفاية. هذه - للعلم - هي الديمقراطية الحقيقية؛ لأن الديمقراطية هي الاهتمام الجاد بالشأن العام إدراكا من المواطن الواعي بأنه سيؤثر بالمحصلة لا محالة على شأنه الخاص. الديمقراطية لم تكن ابدا ما تقرأونه من أخبار سياسية (ملهية و صارفة للانظار عن الامور الحقيقية) منشورا على الصفحات الأولى للجرائد، التي لا تعدو أن تكون أخبارا موجّهة، اصلا. شكوي أقل و عمل أكثر هي وصفة ناجعة يمكن أن تغير الكثير من واقع الكويت
No comments:
Post a Comment